وبسبب موقع قرية “جوريمه” وسط إمبراطوريات مُتنازعة تَكثر بينها الحروب آنذاك، مثل الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية اليونانية، اضطر الناس إلى حفر الملاجئ والانفاق وسط الجبال المُحيطة للهرب عند حدوث أي خطر محتمل.

وخلال العهد الروماني أصبحت المنطقة ملاذاً للمسيحين الهاربين من الإضطهاد، وهذا واضح من خلال عدة كنائس محفورة بالصخر مازالت أطلالها قائمة حتى الآن، فمن الآثار المُهمة في “جوريمه” كنيسة “توكلي” الفخمة وكنيسة التفاحة وبيوت أثرية منحوتة بالصخر، بالإضافة إلى أبراج الحمام.

تُعد قرية “جوريمه” منطقة سكنيّة ذاع صيتها في العالم بفضل “مداخن العفاريت” -المداخن الجبلية الطبيعية- بالقرية، وتعتمد القرية على السياحة كأهم موارد العيش، وذلك بفضل زوار الكنائس الكهفية المتبقية من العصر البيزنطي والمدن الموجودة تحت الأرض.
وأبرز ما يجذب السياح في القرية، متحف “جوريمه” المفتوح، وهو بناء قديم جداً، كانت تستخدمه جماعة رهبانية في كبادوكيا، وهو أحد أشهر المواقع في وسط تركيا، ويحتوي المجمّع الأثري على أكثر من 30 كنيسة منحوتة في الصخور، بالإضافة إلى المزارات الصغيرة التي تحتوى على مرصوفات ممتازة من فنون تصويرات الفريسكو الجصية، والتي ترجع إلى فترة القرن التاسع والحادي عشر.
 وبمجرد رؤية قرية “جوريمه” يشعر السائح بأنه في عالم آخر وهذا يعود لطبيعتها الساحرة وجمالها الأخاذ في كل فصول السنة.

كما يمكن للزائر أن يخوض تجربة التجوّل على ظهور الجِمال ضمن قافلة، وقضاء بعض الوقت باللعب مع صغار الإبل، أو التحليق بواسطة المناطيد للاستمتاع بمشاهدة معالم القرية من الجو.